اللقية عند قبيلة الشحوح

لقيــة الأعــراس

كانت صفات الكرم وحسن الضيافة وإكرام الضيف من اهم عادات أهالي رؤوس الجبال, فقد أشتهر فن شعبي يعبر عن هذه السمات التي لازالت الأجيال تتعاقبها حتى يومنا هذا . وهذا الفن هو فن اللقية.



ما هي اللقية؟؟؟ اللقية هي عبارة عن فن رفيع المستوى يصاحب استقبال الضيوف والمدعويين من أبناء القبائل والمناطق المجاورة ، ولكون هذا الفن قد نبع من العادات الكريمة لابناء الامارات بشكل عام , ومناطق جبال الشحوح بشكل خاص فإنه ياخذ طابعا ً مميزا ً وفريدا ً من نوعه على مستوى الفنون المنتشرة في ربوع الامارات والجزيرة العربية كلها . ولكون فن اللقية يرتبط ارتباطا ً وثيقا ً بعادات أهل المنطقة فإنه يبدأ مع توافد الضيوف والمدعويين لحفل زواج أو مناسبة عزيزة على القبيلة المضيفة أو أصحاب المناسبة السعيدة .



وعندما يحين موعد المناسبة التي غالبا ما تكون عرسا تتوجه مجموعات من المدعويين في طريقها لتلبية الدعوة شيبا ً وشبابا ً ونساء وأطفال , ويتوافد المدعوون , الرجال في المقدمة , ثم النساء والاطفال خلفهم حيث يبدأ الضيوف وهم مقبلون على شكل مجموعات ويشكلون خطاً عرضياً وعادةً هذا يكون بعيد عن المكان المدعوين فيه بمسافة 300 إلى 500 متر مربع بعد أن يطلقوا النار في السماء وذلك لاستعداد القبيلة المضيفة لتلقيهم على نفس النمط ولكن هم يكونوا ثابتين في مكانهم والضيوف متجهين نحوهم، وعند استقبال الرد من القبيلة المضيفة أو العشيرة ألا وهو بإطلاق أعيرة مماثلة إيذاناً لهم بالتقدم فإنهم يقومون بالرزيف والتجوال بالسيوف والبنادق وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وهم في اتجاههم نحو القبيلة المضيفة لهم.

ومن ناحيتهم فإن أفراد القبيلة المضيفة أو أصحاب الفرح يبدءون بإطلاق الأعيرة النارية في السماء وبكثافة , معبرين عن فرحتهم بقدوم الضيوف وتلبيتهم الدعوة وينتهي إطلاق النار بالتقاء المجموعتين فيتقدم كبير المستقبلين للتحية والسلام ويتبعه الباقون من أهله , ويبدأ الرزيف في تلك اللحظة بعد أن يكون كل من الضيوف والمضيفين قد شكلوا صفا ً مقابلا ً للآخـــر , ويتخلل الرزيف التجوال بالسيوف والبنادق تعبيرا ً عن الفرحة العارمة لكلا الطرفين بالمناسبة السعيدة وتؤدى اللقية في الزيارات ومناسبات الأعياد والأعراس.